من خيمة النزوح بغزة.. إبراهيم يصنع ساقاً بيديه ليطعم أبناءه

من خيمة النزوح بغزة.. إبراهيم يصنع ساقاً بيديه ليطعم أبناءه
إبراهيم مع أسرته داخل خيمة في غزة

لم يكن إبراهيم عبد النبي، الأب الفلسطيني لأربعة أطفال، يتصور أن رحلة بحثه عن كيس دقيق ستنتهي ببتر ساقه، قبل أشهر قليلة، خرج من منزله في غزة متجهاً إلى مركز توزيع المساعدات، لكنه أصيب برصاصة متفجرة تركته ينزف على الأرض نحو ساعتين، قبل أن يُنقل إلى مستشفى الصليب الأحمر في رفح.

يقول إبراهيم: "مكثتُ في المستشفى شهراً ونصف الشهر، خضعت خلالها لـ12 عملية، في كل مرة كانت العدوى تفتك بجسدي، ويضطر الأطباء لبتر جزء إضافي من ساقي، فقدت دمي ووزني، لكن فقدت قبل كل شيء القدرة على إعالة أسرتي"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

اليوم، يعيش إبراهيم في خيمة نزوح بمواصي خان يونس بقطاع غزة، يستعيد صورته على هاتفه قبل أن يفقد ساقه، بينما يلتف حوله أطفاله الذين يطلبون منه شيئاً من الطعام، حينها قرر أن يتحدى إعاقته، فصنع بيديه وبمساعدة زوجته طرفاً صناعياً بسيطاً من مواد بدائية ليعود واقفاً: "ليس جيداً، يسبب لي جروحاً وآلاماً، لكنه يمنحني القدرة على جلب الماء والدقيق لأطفالي".

صبر وصمود

وبينما يعاونه أبناؤه على المشي بعكاز، تمسح زوجته دموعها وتقول: "هذا البتر لم يغير شيئاً، بل زادنا قوة وشرفاً، سنصبر ونصمد معاً".

قصة إبراهيم ليست سوى واحدة من آلاف القصص في غزة، التي تسجل اليوم أعلى نسبة بتر أطراف للأطفال في العالم، في مستشفيات القطاع، يرقد صغار كُثُر فقدوا أذرعهم وأرجلهم، بعضهم ينتظر طرفاً صناعياً ليعود للعب، وبعضهم يكتفي بأحلام مؤجلة.

ضحايا أطفال

الطفلة شهد، على سبيل المثال، فقدت ذراعها في غارة وهي واقفة أمام منزلها، وما زالت تحلم بذراع اصطناعية تعيد لها بعض الأمل، أما مريم، الصغيرة التي بُترت ساقها اليمنى وتعرضت الأخرى لإصابة بالغة، فتعيش بين ألم العمليات وصوت جدتها التي تناشد العالم: "ساعدوا مريم.. طفلة بريئة لا تستحق أن تقضي عمرها على سرير المرض".

وفي سرير مجاور، يروي الطفل محمد حسن قصته بصوت متقطع: "كنت ذاهباً لشراء الفلافل، فجأة سقط صاروخ. حاولت الركض، لكنني لم أستطع، عندما نظرت إلى قدمي، لم تكن موجودة".

قصصهم جميعاً تختصر حقيقة غزة اليوم: أطفال يفقدون أطرافهم قبل أن تنضج أحلامهم، وآباء يواجهون إعاقات قاسية ليحملوا لقمة عيش لأسرهم، ومع ذلك، تبقى عزيمتهم أقوى من الجراح، وأملهم في إنسانية العالم لم يمت بعد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية